منذ العام 1924 بدأت دوائر الشرطة تستخدم آلة كشف الكذب بكثافة. و ليس لهذه الآلات حدس ثان حتى تتنبأ بالنوايا الخبيثة
للمجرمين, إلا أن لها القدرة على قياس ضغط الدم, وسرعة النبض والتنفس, في آن معاً بواسطة أنبوب المرسومة التنفسية عند الصدر وجس النبض عند الذراع. وتلتقط الآلة النبض وترسم نمط فوق ورق مرسمي متحرك بواسطة محرك كهربائي متواقت.
وتجزم النظرية من وراء هذه الآلة على أن التنفس وضغط الدم والنبض, هم أفعال لاإرادية, لا تخضع لإرادة الإنسان الواعية, بقدر ما هي ترتبط بحالة الشخص النفسية. و لذلك فإن أي تذبذب للمرسمة فوق العادة, يكون ناتجاً عموماً عن اضطراب نفسي, وتستشف دائرة الشرطة من خلال كذب المتهم.
ويتطلب مثل هذا الفحص خبرة الشخص الذي يؤديه وقدرته على إصدار الأحكام الصالحة,وقد يكون من السخف سؤال المتهم فقط ما إذا كان أرتكب الجرم أم لا, فمن الضروري سؤاله كذلك سلسة أسئلة تهدف إلى التحكم بأعصابه, مثل (ما أسمك)؟, أو (هل سبق لك وسرقت أي شيء في حياتك)؟. فإذا كان جواب المتهم على هذا السؤال الأخير بالنفي, عندها يكون هناك احتمال للكذب,وبالتالي فإن أي تغير في سرعة نبضه أو تنفسه يمكن رصده.
وفي بعض الأحيان يمكن للمحقق أن يسأل المتهم سؤالاً وهو يعلم مسبقاً أن الجواب سيكون كاذباً, وذلك لكي يسجل درجة الانحراف في الخطوط الظاهرة على ورق المرسمة. ومن هنا فإن المحقق لحظة سؤاله للمتهم حول الجرم الأساسي, فإنه يعمد إلى مقارنة درجة التغير بين خطوط السؤال الأول والثاني, وإضافة إلى أجوبة أخرى, أكانت صحيحة أم كاذبة.والنتائج التي يصل إليها الجهاز لا تقبل بالمحكمة ولا في الشهادة.